فصل: الآيات (145 - 147)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 143

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال‏:‏ مثل المؤمن والمنافق والكافر مثل ثلاثة نفر انتهوا إلى واد، فوقع أحدهم فعبر حتى أتى، ثم وقع أحدهم حتى أتى على نصف الوادي ناداه الذي على شفير الوادي‏:‏ ويلك أين تذهب إلى الهلكة، ارجع عودك على بدئك‏؟‏‏!‏ وناداه الذي عبر‏:‏ هلم النجاة‏.‏ فجعل ينتظر إلى هذا مرة وإلى هذا مرة قال‏:‏ فجاءه سيل فأغرقه، فالذي عبر المؤمن، والذي غرق المنافق، مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، والذي مكث الكافر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية ‏{‏مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء‏}‏ يقول‏:‏ ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا مشركين مصرحين بالشرك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وذكر لنا‏:‏ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب مثلا للمؤمن والكافر والمنافق كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر، فوقع المؤمن فقطع، ثم وقع المنافق حتى كاد يصل إلى المؤمن، ناداه الكافر‏:‏ أن هلم إلي فإني أخشى عليك، وناداه المؤمن أن هلم إلي فإن عندي وعندي يحصي له ما عنده، فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه الماء فغرقه، وإن المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏مذبذبين بين ذلك‏}‏ قال‏:‏ هم المنافقون ‏{‏لا إلى هؤلاء‏}‏ يقول‏:‏ لا إلى أصحاب محمد، ولا إلى هؤلاء اليهود‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ‏{‏مذبذبين بين ذلك‏}‏ قال‏:‏ بين الإسلام والكفر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، لا تدري أيها تتبع‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الغنمين، إن أتت هؤلاء نطحتها وإن أتت هؤلاء نطحتها‏"‏‏.‏

 الآية 144

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا‏}‏ قال‏:‏ إن لله السلطان على خلقه، ولكنه يقول‏:‏ عذرا مبينا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ كل سلطان في القرآن فهو حجة‏.‏

 الآيات 145 - 147

أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن أبي الدينا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في صفة النار عن ابن مسعود ‏{‏إن المنافقين في الدرك الأسفل‏}‏ قال‏:‏ في توابيت من حديد مقفلة عليهم، وفي لفظ‏:‏ مبهمة عليهم، أي مقفلة لا يهتدون لمكان فتحها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ‏{‏إن المنافقين في الدرك الأسفل‏}‏ قال‏:‏ الدرك الأسفل‏:‏ بيوت من حديد لها أبواب تطبق عليها، فيوقد من تحتهم ومن فوقهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة ‏{‏إن المنافقين في الدرك‏}‏ قال‏:‏ في توابيت ترتج عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏في الدرك الأسفل‏}‏ يعني في أسفل النار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن كثير قال‏:‏ سمعت أن جهنم أدراك منازل، بعضها فوق بعض‏.‏

وأخرج ابن أبي الدينا في صفة النار عن أبي الأحوص قال‏:‏ قال ابن مسعود‏:‏ أي أهل النار أشد عذابا‏؟‏ قال رجل‏:‏ المنافقون‏.‏ قال‏:‏ صدقت، فهل تدري كيف يعذبون‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ يجعلون في توابيت من حديد تصمد عليهم، ثم يجعلون في الدرك الأسفل، في تنانير أضيق من زج، يقال له‏:‏ جب الحزن يطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد‏.‏

وأخرج ابن أبي الدينا في كتاب الإخلاص وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن جبل أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن‏:‏ أوصني‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أخلص دينك يكفك القليل من العمل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدينا في الإخلاص والبيهقي في الشعب عن ثوبان ‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي فراس رجل من أسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سلوني عما شئتم‏.‏ فنادى رجل‏:‏ يا رسول الله ما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏ إقام الصلاة، وإتياء الزكاة، قال‏:‏ فما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ الإخلاص‏.‏ قال‏:‏ فما اليقين‏؟‏ قال‏:‏ التصديق بالقيامة‏"‏‏.‏

وأخرج البزار بسند حسن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع‏:‏ ‏"‏نصر الله أمرأ سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن‏.‏ إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم‏"‏‏.‏ ‏(‏يوجد خطأ في ترتيب الصفحات في الكتاب‏؟‏‏؟‏‏)‏

وأخرج النسائي عن مصعب بن سعد عن أبيه، أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال‏:‏ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما أخلص عبد لله أربعين صباحا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وأذنه مستمعة، وعينه ناظرة، فأما الأذن فقمع، والعين مقرة لما يوعي القلب، وقد أفلح من جعل قلبه واعيا‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن زيد بن أرقم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة، قيل‏:‏ يا رسول الله وما إخلاصها‏؟‏ قال‏:‏ أن تحجزه عن المحارم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال‏:‏ قال الحواريون لعيس عليه السلام‏:‏ يا روح الله من المخلص لله‏؟‏ قال‏:‏ الذي يعمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس قال‏:‏ لا يبلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمده أحد على شيء من عمل الله عز وجل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏ما يفعل الله بعذابكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إن الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا‏.‏

 الآيتان 148 - 149

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏لا يحب الله الجهر بالسوء من القول‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما، فإنه رخص له أن يدعو على من ظلمه، وأن يصبر فهو خير له‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال‏:‏ هو الرجل يظلم فلا يدع عليه، ولكن ليقل‏:‏ اللهم أعني عليه، اللهم استخرج لي حقي حل بينه وبين ما يريد ونحو هذا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال‏:‏ عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو‏.‏

وأخرج أبو داود عن عائشة أنه سرق لها شيء، فجعلت تدعو عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تسبخي عنه بدعائك‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من دعا على من ظلمه فقد انتصر‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال‏:‏ نزلت في رجل ضاف رجلا بفلاة من الأرض، فلم يضفه، فنزلت ‏{‏إلا من ظلم‏}‏ ذكر أنه لم يضفه لا يزيد على ذلك‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال‏:‏ هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته، فيخرج من عنده فيقول‏:‏ أساء ضيافتي ولم يحسن‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية يقول‏:‏ إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول من أحد من الخلق، ولكن يقول‏:‏ من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم فليس عليه جناح‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال‏:‏ كان أبي يقرأ ‏{‏لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم‏}‏ قال ابن زيد‏:‏ يقول‏:‏ من قام على ذلك النفاق فجهر له بالسوء حتى نزع‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن إسماعيل ‏{‏لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم‏}‏ قال‏:‏ كان الضحاك بن مزاحم يقول‏:‏ هذا في التقديم والتأخير يقول الله ‏(‏ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم‏)‏ ‏(‏النساء الآية 147‏)‏ ‏{‏إلا من ظلم‏}‏ وكان يقرأها كذلك، ثم قال ‏{‏لا يحب الله الجهر بالسوء من القول‏}‏ أي على كل حال‏.‏